هدا المقال من أهم المقالات التي يجب أن نتدبر فيها، فهي تتحدث عن معجزة نبوية ظاهرة، وفيها دليل دامغ على البعث يوم القيامة. أنصحكم بسماع الحلقة حتى النهاية لأنها مهمة جدًا، وأتمنى أن يكرمنا الله سبحانه وتعالى ويرزقنا الفهم الصحيح لها.
المعجزة النبوية في حديث عجب الذنب
روى الإمام الطبري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"بين النفختين أربعون"، أي بين النفخة الأولى التي يصعق فيها البشر، والنفخة الثانية التي يبعث فيها البشر، أربعون. قالوا: "يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟" فقال: "أبيت أن أجيب"، أي أنه لم يحدد هل هي أربعون يومًا أو سنة أو شهرًا. ثم أكمل النبي صلى الله عليه وسلم حديثه قائلًا:
"ويبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب الذنب، وفيه يركب الخلق يوم القيامة".
ما هو عجب الذنب؟
عجب الذنب هو جزء صغير موجود في آخر فقرة من العمود الفقري، يُعرف أيضًا بفقرة العصعص. النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن هذا الجزء لا يفنى بعد موت الإنسان، بل يبقى كما هو حتى يوم القيامة، ومنه يُركب خلق الإنسان مرة أخرى عند البعث.
الإعجاز العلمي في الحديث
هذا الحديث النبوي يحمل إعجازًا علميًا مذهلًا، حيث اكتشف العلماء في القرن العشرين أن عجب الذنب يحتوي على الخلايا الجذعية الأولية التي تُعتبر أساس تكوين جسم الإنسان. العالم الألماني "هانز سبيمان" حصل على جائزة نوبل عام 1935 لاكتشافه أن الخلايا الأولية المسؤولة عن تكوين الجسم تتركز في منطقة العصعص. بل إنه أجرى تجارب حيث قام بغلي هذه الخلايا وتعريضها لدرجات حرارة عالية، فوجد أنها لم تتأثر وظلت قادرة على تكوين أجسام جديدة.
تجارب علمية حديثة تؤكد الحديث
في عام 2003، أجرى علماء في صنعاء تجارب على عجب الذنب لحيوانات، حيث قاموا بحرقه حتى أصبح رمادًا، ولكن عند تحليله في المختبر، وجدوا أن الخلايا الجذعية فيه لم تتأثر وظلت سليمة. هذا يؤكد ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن هذا الجزء لا يفنى.
علاقة عجب الذنب بالبعث
النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الإنسان يُخلق من جديد يوم القيامة من عجب الذنب. هذا يتوافق مع الاكتشافات العلمية الحديثة التي تؤكد أن الخلايا الجذعية في العصعص هي المسؤولة عن تكوين الجسم. فكيف لعقل بشري في القرن السابع أن يعلم هذه المعلومة الدقيقة إلا بوحي من الله تعالى؟
التيراتوما: دليل آخر على الإعجاز
هناك نوع من الأورام يسمى "تيراتوما" ينمو في مناطق معينة من الجسم، منها العصعص. هذا الورم يحتوي على أنسجة متعددة مثل الشعر والأسنان والعظام، مما يدل على أن الخلايا الأولية الموجودة في العصعص قادرة على تكوين أي جزء من الجسم. هذا يؤكد مرة أخرى أن عجب الذنب هو مصدر الخلق.
الخاتمة: دليل على البعث
هذه الاكتشافات العلمية تؤكد صدق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من 1400 عام. فإذا كان النبي قد علم أن عجب الذنب لا يفنى وأن منه يُركب الخلق يوم القيامة، فهذا دليل قاطع على أن البعث حق، وأن الله قادر على إحياء العظام وهي رميم.
قال تعالى: "وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ" (يس: 78-79).
0 تعليقات