سر تسمية عيسى والدجال باسم المسيح

 

    النهارده بنتكلم بالتفصيل عن سؤال مهم ومحير لكثير من الناس، وهو: لماذا سُمي الدجال وعيسى بن مريم بالمسيح؟ هذا السؤال بيحير كثير من المشاهدين والمشاهدات، وحتى القارئين للتاريخ بشكل عام. العلامات الكبرى في آخر الزمان، زي نزول عيسى بن مريم وظهور الدجال، بتكون محط تساؤل كبير.

       التشابه في الأسماء

عيسى بن مريم معروف بلقب "المسيح"، وهذا اللقب موجود في القرآن الكريم. لكن السؤال المطروح هو: لماذا سُمي الدجال أيضًا بالمسيح؟ هل هذا التشابه في الاسم قد يسبب لبسًا أو خلطًا بين المسيح عيسى بن مريم والمسيح الدجال؟

في الواقع، التشابه بين الاسمين مقصود وله حكمة. ففي السنة النبوية والسيرة النبوية، نجد أن الدجال سُمي بالمسيح لأسباب واضحة، بينما سُمي عيسى بن مريم بالمسيح لأسباب مختلفة. لكن في النهاية، التشابه في الاسم مقصود ليكون هناك تشابه في اللفظ، وهذا التشابه له حكمة إلهية.

       الفرق بين المسيحين

عيسى بن مريم هو واحد من أعظم الخلق، وهو من أولي العزم من الرسل، ومن المقربين إلى الله. أما الدجال، فهو على النقيض تمامًا؛ فهو أكفر البشر، يدعي الألوهية، وفتنته من أعظم الفتن التي مرت على البشرية.

سبب تسمية عيسى بن مريم بالمسيح

هناك عدة أقوال للعلماء في سبب تسمية عيسى بن مريم بالمسيح. من أشهر هذه الأقوال:

1. لأنه كان يمسح على المرضى فيشفيهم بإذن الله:

   • ابن عباس رضي الله عنهما قال إن عيسى كان يمسح على المرضى فيبرؤون بإذن الله.

   • هذا يدل على أن كلمة "المسيح" مشتقة من "المَسح"، أي أنه كان يمسح بيده على المرضى فيشفيهم.

2. لأنه صديق:

   • بعض العلماء، مثل إبراهيم النخعي، قالوا إن "المسيح" تعني "الصديق".

3. لأنه كان يقطع مسافات كبيرة في الأرض:

   • بعض العلماء قالوا إن "المسيح" مشتق من "المَسح" بمعنى قطع المسافات، حيث كان عيسى بن مريم يسير في الأرض لنشر دعوته.

4. لأن الله مسحه بالبركة حين ولد:

   • بعض التفاسير تشير إلى أن الله مسح عيسى بالبركة منذ ولادته، مما جعله مباركًا.

5. لأن كلمة "المسيح" أصلها عبراني:

   • بعض العلماء، مثل أبو عبيد والليث، قالوا إن كلمة "المسيح" أصلها عبراني، وتعني "الممسوح" أو "المبارك".

     سبب تسمية الدجال بالمسيح

أما الدجال، فسُمي بالمسيح لأسباب أخرى مختلفة تمامًا. من أشهر الأسباب:

1. لأن إحدى عينيه ممسوحة:

   • الدجال معروف بأن إحدى عينيه ممسوحة، أي غير بارزة، وكأنها غير موجودة.

   • هذا التشوه في عينه جعله يُسمى بالمسيح، لأن العين الممسوحة تشبه العين التي تم مسحها أو إزالتها.

2. لأنه يمسح الأرض:

   • الدجال سيقطع مسافات كبيرة في الأرض ليُظهر فتنته للناس.

   • كلمة "المَسح" هنا تعني قطع المسافات بسرعة، حيث سيظهر الدجال في أماكن مختلفة بسرعة كبيرة.

      التشابه في الفتنة

التشابه بين المسيحين ليس فقط في الاسم، بل أيضًا في الفتنة. فكما أن عيسى بن مريم كان له معجزات عظيمة، مثل إحياء الموتى بإذن الله، فإن الدجال أيضًا سيُظهر معجزات كاذبة، مثل إحياء الموتى، ولكن هذه المعجزات ستكون فتنة للناس.

      نهاية الفتنة

في النهاية، سينزل عيسى بن مريم ليقتل الدجال، ويُثبت للناس أنه نبي من عند الله وليس إلهًا. وهذا التشابه في الاسم والفتنة يُلفت النظر إلى أن الله خلق المتضادات، مثل الليل والنهار، والجنة والنار، ليكون هناك توازن في الكون.

    الخلاصة

التشابه بين المسيح عيسى بن مريم والمسيح الدجال مقصود ليكون تحذيرًا للمسلمين من فتنة الدجال. فكما أن عيسى بن مريم كان نبيًا معجزاته تدل على صدقه، فإن الدجال سيأتي بمعجزات كاذبة ليفتن الناس. لذلك، يجب على المسلمين أن يتعلموا كيف يحمون أنفسهم من فتنة الدجال، مثل قراءة فواتح سورة الكهف.