منطق إبليس

chamille24 يناير 29, 2025 أبريل 03, 2025
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

 

منطق إبليس


قصة إبليس من القصص المهمة التي يجب على كل مسلم أن يفهمها بعمق، لأنها تحمل دروساً وعبراً عظيمة. إبليس ليس مجرد عدو للمؤمنين، بل هو عدو لكل بني آدم. الله سبحانه وتعالى يقول: "إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا" (فاطر: 6). ولذلك، من المهم أن نعرف تفاصيل هذا العدو، طرق تفكيره، وأساليبه في إغواء المؤمنين.


     إبليس: العدو الأول للإنسان

إبليس لا يكتفي بإضلال المؤمنين عن الطريق المستقيم، بل يسعى إلى جرهم إلى ارتكاب الكبائر، وصولاً إلى درجة العبادة من دون الله. هذه الجريمة الكبرى التي يرتكبها إبليس هي أنه يريد أن يُعبد من دون الله، وهو ما نراه اليوم في بعض الممارسات الغريبة، مثل عبادة الشيطان بشكل مباشر.


     رفض إبليس السجود لآدم

عندما أمر الله الملائكة وإبليس بالسجود لآدم عليه السلام، رفض إبليس هذا الأمر. وكانت حجته أنه خُلق من نار، بينما خُلق آدم من طين، فاستكبر وقال: "أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ" (ص: 76).

هذا الموقف يعلمنا أن إبليس استخدم أسلوب القياس الفاسد، وهو أسلوب معروف في الفقه الإسلامي. القياس الصحيح يكون عندما لا يوجد نص صريح في القرآن أو السنة، فيتم البحث عن حكم مشابه. لكن إبليس استخدم القياس مع وجود نص صريح من الله بالسجود، وهذا خطأ كبير.


   لماذا قياس إبليس فاسد؟

  1. وجود النص الصريح: عندما يكون هناك أمر مباشر من الله، لا يجوز القياس. الله أمر إبليس بالسجود، فكان عليه الطاعة دون مناقشة.

  2. التفاضل بالتقوى وليس بالعنصر: التفاضل بين الخلق في الإسلام يكون بالتقوى والعمل الصالح، وليس بالعنصر الذي خُلقوا منه. الله يقول: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ" (الحجرات: 13).

  3. تكريم آدم بخلقه: الله كرّم آدم بأن خلقه بيديه ونفخ فيه من روحه، وهذا تكريم خاص لم يحظَ به إبليس.


     إبليس والكبر

إبليس لم يرفض السجود لآدم بسبب جهل، بل بسبب الكبر الذي ملأ قلبه. هذا الكبر دفعه إلى حسد آدم، وصولاً إلى حسد الله سبحانه وتعالى. إبليس أراد أن يكون منافساً لله، حيث يريد أن يعبده الناس من دون الله، بينما الله يريد أن يتوب الناس ويعودوا إليه.


     الدرس المستفاد

قصة إبليس تعلمنا أن الكبر والحسد هما أصل كل معصية. كما تعلمنا أن طاعة الله يجب أن تكون مطلقة، دون مناقشة أو تأويل. إبليس استخدم القياس الفاسد ليبرر معصيته، وهذا يذكرنا بأهمية الالتزام بالنصوص الشرعية وعدم الخروج عنها.


     خاتمة

قصة إبليس ليست مجرد قصة تاريخية، بل هي تحذير لكل مسلم من عدو حقيقي يسعى لإبعاده عن طريق الله. نسأل الله أن يحفظنا من شر إبليس وجنوده، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم.


شارك المقال لتنفع به غيرك

chamille24

الكاتب chamille24

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات