الرد على التعليقات السلبية حول التحذيرات في الحلقات
يتساءل بعض المشاهدين والمشاهدات عن سبب كثرة التحذيرات في بعض الحلقات التي نقدمها على القناة، مثل عناوين "ويل للعرب من شر قد اقترب" أو "هذه أولى علامات الهلاك"، ويعتبرون أن هذه التحذيرات قد تُسبب التنفير أو الخوف الزائد. في هذا الرد، سنوضح سبب أهمية هذه التحذيرات وكيفية التعامل معها في ضوء السنة النبوية.
التحذيرات في ضوء السنة النبوية
حديث النبي صلى الله عليه وسلم
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مَثَلِي وَمَثَلُ النَّاسِ كَمَثَلِ رَجُلٍ اسْتَوْقَدَ نَارًا، فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ جَعَلَ الْفَرَاشُ وَهَذِهِ الدَّوَابُّ الَّتِي تَقَعُ فِي النَّارِ يَقَعْنَ فِيهَا، فَجَعَلَ يَنْزِعُهُنَّ وَيَغْلِبْنَهُ، فَأَنَا آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ، وَهُمْ يَقْتَحِمُونَ فِيهَا."
هذا الحديث يوضح دور النبي صلى الله عليه وسلم في تحذير الأمة من الفتن والمعاصي التي تقود إلى النار، حتى وإن كان البعض يقاوم هذه التحذيرات.
لماذا نكثر من التحذيرات؟
1. التحذير من الفتن جزء من السنة
التحذيرات التي نذكرها في الحلقات مأخوذة من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، مثل قوله: "ويل للعرب من شر قد اقترب" أو "بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم." هذه التحذيرات ليست من عندنا، بل هي جزء من السنة النبوية التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
2. الزمن الذي نعيش فيه
نحن نعيش في زمن الفتن، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم. قال: "سيأتي على الناس سنوات خداعات، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة."
في مثل هذا الزمن، يكون التحذير من الفتن واجبًا على كل داعية وعالم.
3. التحذير مع بيان المخرج
نحن لا نكتفي بالتحذير فقط، بل نوضح دائمًا كيفية الخروج من الفتن. مثلاً، عندما نحذر من فتنة "الهرج" أو "موج البحر"، نذكر أيضًا الحلول التي تساعد المسلم على النجاة منها، مثل التمسك بالكتاب والسنة، واللجوء إلى الله بالدعاء، وطلب العلم الشرعي.
الفرق بين الإنذار والتبشير
الإنذار لعلاج المعاصي
الإنذار هو علاج لمن غلبت عليه المعاصي والذنوب. الإمام الغزالي رحمه الله قال: "الإنذار علاج لمن استهتر بالمعاصي وكثرت ذنوبه."
التبشير لعلاج اليأس
أما التبشير فهو علاج لمن غلب عليه الخوف من الله واليأس من رحمته. النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولا تعسروا."
التوازن بين الإنذار والتبشير
في قناتنا، نحاول تحقيق التوازن بين الإنذار والتبشير. فبجانب الحلقات التحذيرية، نقدم حلقات تبشيرية، مثل "بشارة رائعة للمسلمين في ختام 2023" أو "انتصارات المسلمين في نيويورك والسويد."
لماذا لا نكتفي بالتبشير فقط؟
الإنذار واجب شرعي
الله تعالى وصف النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن بأنه "نذير مبين" أكثر من 40 مرة. قال تعالى: "وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ." (سورة الحجر، الآية 89).
هذا يدل على أن الإنذار جزء أساسي من الرسالة الإسلامية.
الخوف في الدنيا أمان في الآخرة
روى ابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "قال الله تعالى: وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين، إن خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، وإن أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة."
فالخوف من الله في الدنيا هو طريق الأمان في الآخرة.
كيف نتعامل مع التحذيرات؟
1. النظر إلى النية
التحذيرات ليست هدفها إثارة الخوف، بل إنقاذ الناس من الوقوع في الفتن. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا آخذ بحجزكم عن النار."
2. التركيز على الحلول
عندما نسمع تحذيرًا، يجب أن نبحث عن الحلول التي تُقدم معه، مثل التوبة، والاستغفار، والتمسك بالدين.
3. النظر إلى الصورة الكلية
القناة لا تقدم فقط تحذيرات، بل تقدم أيضًا حلقات تبشيرية وتاريخية وعلمية. فمن المهم النظر إلى المحتوى بشكل شامل وليس من خلال عناوين محددة.
خاتمة
كلمة الحسن البصري
قال الحسن البصري رحمه الله: "إنك لئن تصحب أقوامًا يخوفونك حتى تدرك أمنًا، خير لك من أن تصحب أقوامًا يؤمنونك حتى تلحقك المخاوف."
فالتحذيرات هي طريق الأمان، وليست مصدرًا للخوف.
0 تعليقات