البخاري في دقائق .. لا يفوتك

chamille24 مارس 14, 2025 أبريل 03, 2025
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

البخاري في دقائق .. لا يفوتك


فإن الإمام البخاري يُعد من أكثر الشخصيات التي أثارت جدلاً في التاريخ الإسلامي. فمن ناحية، يرفع الكثير من العلماء قدره ويجعلونه في مكانة عالية بين علماء الحديث، بل ويعتبرونه أفضلهم على الإطلاق. ومن ناحية أخرى، نجد من يهاجمه ويطعن فيه، بل ويصل الأمر إلى اتهامه في عقيدته ودينه. هذا التباين الكبير بين المدافعين عنه والمنتقدين له يعود بشكل رئيسي إلى تأليفه لكتاب "صحيح البخاري"، الذي يُعتبر عمدة كتب السنة النبوية وأصحها.


أهمية صحيح البخاري في الإسلام

كتاب "صحيح البخاري" هو أحد أهم مصادر السنة النبوية، التي تُعتبر المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. والسنة النبوية تُفسر ما أُبهم في القرآن، وتخصص ما عُمم، وتقيد ما أُطلق، كما تحتوي على أحكام وتوجيهات لم ترد بشكل صريح في القرآن. وبالتالي، فإن حفظ السنة النبوية يُعتبر جزءًا من حفظ القرآن الكريم، كما قال الله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" (الحجر: 9). فكيف يكون حفظ القرآن دون فهمه وتطبيقه من خلال السنة؟


لماذا يُهاجم البخاري؟

الهجوم على الإمام البخاري يأتي من عدة جهات:

1. المذاهب المخالفة للسنة: مثل الشيعة والخوارج، الذين يرفضون السنة النبوية بشكل عام، وبالتالي يهاجمون من يدعمها مثل البخاري.

2. العلمانيون: الذين يرفضون الدين ككل، وبالتالي يرفضون القرآن والسنة.

3. القرآنيون: وهم فئة تدعي الاعتماد على القرآن فقط وترفض السنة النبوية بحجة أنها لم تُنقل بشكل صحيح.


لماذا البخاري بالذات؟

السبب في اختيار البخاري كهدف للهجوم هو أن كتابه "صحيح البخاري" يُعتبر أقوى كتاب في السنة النبوية. فإذا تم الطعن في البخاري، يصبح من السهل الطعن في بقية كتب السنة والمحدثين. فهو قمة الهرم في علم الحديث، وإسقاطه يعني إسقاط ما جاء بعده.


من هو الإمام البخاري؟

هو أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، المولود في مدينة بخارى (في أوزبكستان حاليًا) سنة 194 هـ. يُعتبر بإجماع علماء المسلمين أفضل من كتب في الحديث النبوي. قال عنه الإمام ابن خزيمة: "ما تحت أديم السماء أعلم بالحديث من البخاري".


طفولة البخاري ونشأته

عاش البخاري طفولة صعبة، حيث نشأ يتيمًا بعد وفاة والده وهو صغير. كما أُصيب بفقدان البصر في صغره، ولكن الله رد إليه بصره بفضل دعاء أمه. تميز البخاري بذاكرة قوية وحفظه للقرآن الكريم في سن العاشرة، ثم بدأ بحفظ الأحاديث النبوية. بحلول سن السادسة عشرة، كان قد حفظ آلاف الأحاديث وأصبح مرجعًا للكثيرين في علم الحديث.


رحلات البخاري في طلب العلم

سافر البخاري إلى العديد من البلدان الإسلامية لطلب العلم، مثل مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والشام، ومصر، والعراق. التقى خلال رحلاته بأكثر من 1000 شيخ، من بينهم كبار العلماء مثل الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين.


تأليف صحيح البخاري

بدأ البخاري بتأليف كتابه "صحيح البخاري" بعد أن سمع كلمة من شيخه إسحاق بن راهويه، الذي قال: "لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة الرسول صلى الله عليه وسلم". فبدأ البخاري في جمع الأحاديث الصحيحة بعد استخارة الله وصلاة ركعتين لكل حديث يدخله في كتابه. واستغرق تأليف الكتاب 16 عامًا، حيث اختار من بين 600 ألف حديث حوالي 7000 حديث فقط، مع التكرار في بعض الأحيان لأحاديث تحمل أكثر من معنى.


شروط البخاري في قبول الحديث

اشترط البخاري شروطًا صارمة لقبول الحديث في كتابه، منها:

1. أن يكون الراوي معاصرًا لمن روى عنه.

2. أن يثبت سماع الراوي للحديث مباشرة من شيخه.

3. أن يكون الراوي ثقة، عدلًا، ضابطًا، متقنًا، وعالمًا.


مكانة صحيح البخاري عند العلماء

حظي كتاب "صحيح البخاري" بإشادة كبيرة من علماء الحديث، مثل الإمام أحمد بن حنبل وعلي بن المديني. كما تم شرح الكتاب من قبل العديد من العلماء، ومن أشهر شروحه:

- فتح الباري لابن حجر العسقلاني.

- عمدة القاري للعيني.

- إرشاد الساري للقسطلاني.


خاتمة

الإمام البخاري كان نموذجًا للعالم الورع، المتقن، صاحب الذاكرة القوية، والأدب الرفيع. رغم الهجمات التي تعرض لها، إلا أن كتابه بقي عمدة السنة النبوية وأصح كتاب بعد القرآن الكريم.

شارك المقال لتنفع به غيرك

chamille24

الكاتب chamille24

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات