طريقة مؤكدة لترى رؤيا صادقة

 

الرؤيا الصادقة هي كنز عظيم من كنوز الحياة، وهي جزء من النبوة كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم. وقد وردت أحاديث كثيرة تبين أن الرؤيا الصادقة جزء من أجزاء النبوة، وإن اختلفت الروايات في تحديد عدد هذه الأجزاء، فبعضها ذكر أنها جزء من 46 جزءًا، وبعضها ذكر 45 أو 47 جزءًا، وهناك روايات أخرى تزيد أو تنقص في العدد. ولكن في النهاية، الأمر المؤكد أن الرؤيا الصادقة هي جزء من النبوة، وهذا يدل على عظم شأنها وأهميتها.  

     أهمية الرؤيا الصادقة

الرؤيا الصادقة كنز كبير لأنها تُطلع الإنسان على أمور من الغيب لا يمكن أن يعرفها إلا بإذن الله تعالى. فهي تساعد الإنسان في تحسين اختياراته بين أمرين، أو تحذره من شيء قد يقبل عليه، أو تطمئن قلبه تجاه أمر ما. وهذا يجعل الرؤيا الصادقة وسيلة مهمة لتوجيه الإنسان في حياته.  

     حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الرؤى

كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على معرفة الرؤى التي يراها الصحابة رضي الله عنهم. فكان يسألهم عند الصباح: "من رأى منكم رؤيا؟" ثم يفسر لهم ما يرونه. وهذا يدل على الأهمية الكبرى التي كان يوليها النبي صلى الله عليه وسلم لتعبير الرؤى وتفسيرها.  

     تفسير الرؤى يحتاج إلى علم وخبرة

تفسير الرؤى ليس أمرًا يسيرًا، بل يحتاج إلى شخص متمكن، عالم بتأويل الرؤى، وليس أي شخص يمكنه أن يتكلم في هذا الأمر. وقد غضب الإمام مالك رحمه الله عندما سُئل عن تفسير الرؤى، وقال: "أيُعبر الرؤيا كل أحد؟!" ثم أضاف: "إن الرؤيا جزء من النبوة، فلا يلعب بالنبوة." وهذا يؤكد أن تفسير الرؤى يحتاج إلى علم ودقة، ولا يجوز التهاون فيه.  

     الرؤيا الصادقة قد تحصل للبر والفاجر

الرؤيا الصادقة قد تحصل للصالحين والفاسقين، بل قد تحصل حتى للكافرين. ففي قصة سيدنا يوسف عليه السلام، رأى الملك رؤيا صادقة وكان كافرًا. ولكن الرؤى الصادقة تكثر عند المؤمنين الصالحين، وتقل عند الفاسقين. وهذا يدل على أن صلاح الإنسان يزيد من فرص رؤيته للرؤى الصادقة.  

     كيف نكثر من الرؤى الصادقة؟

هناك طريقة جميلة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لزيادة الرؤى الصادقة، وهي الصدق في الحديث. فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اقترب الزمان، لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا." وهذا يعني أن كلما اقتربنا من الساعة، كلما كثرت الرؤى الصادقة، وأن الصدق في الكلام يزيد من فرص رؤية الرؤى الصادقة.  

     الصدق طريق إلى الرؤى الصادقة

لذلك، إذا أردنا أن نكثر من الرؤى الصادقة، علينا أن نحرص على الصدق في كل أمورنا، حتى في الأمور البسيطة. فالكذب، حتى لو كان في المزاح، قد يحرمنا من هذا الكنز العظيم. وقد روى أبو داود عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقًا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحًا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه."

     ختامًا

الرؤيا الصادقة هي نعمة عظيمة من الله تعالى، وهي تحتاج منا إلى صدق في القول والعمل. فكلما كنا صادقين، كلما زادت فرص رؤيتنا للرؤى الصادقة، واستفدنا من هذا الكنز الذي يفتح لنا أبواب الغيب. فلنحرص على ترك الكذب، حتى في المزاح، ولنكن صادقين في كل أمورنا، حتى ننال رضا الله تعالى ونكون من الذين يكثرون من الرؤى الصادقة.