هذا الداعية ينفر من الصدقة

chamille24 فبراير 18, 2025 أبريل 03, 2025
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

 

هذا الداعية ينفر من الصدقة

    

     1. مقدمة عن الصدقة وأهميتها:

الصدقة هي أحد أعظم العبادات التي تقرب العبد من ربه، وهي أيضًا وسيلة لتطهير النفس وزيادة الرزق. الله تعالى يقول في كتابه الكريم:  

"مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً" (البقرة: 245).  

ومع ذلك، يشعر الكثيرون بالخوف أو التردد عند الحديث عن الصدقة، وهذا يعود لأسباب عدة، منها حب المال والشعور بالحاجة إليه.


     2. أسباب الخوف من الصدقة:

أ. الأمثلة الكبيرة التي تُذكر:

- عندما نسمع عن الصحابة الذين أنفقوا أموالهم كلها أو نصفها في سبيل الله، نشعر بأننا لن نصل إلى هذا المستوى، مما يولد شعورًا بالإحباط أو العجز.

- الحقيقة أن هذه الأمثلة العظيمة هي لتحفيزنا، ولكن لا يجب أن ننسى أن الصدقة تبدأ بالقليل، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:  

"اتقوا النار ولو بشق تمرة" (رواه البخاري ومسلم).


ب. حب المال:

- الإنسان بفطرته يحب المال، كما قال تعالى:  

"وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا" (الفجر: 20).  

- الشيطان يستغل هذا الحب ليوسوس للإنسان بأنه إذا أنفق سيفتقر، بينما الله تعالى وعد بالخلف والعوض.


ج. الشعور بالحاجة:

- بعض الناس يخشون الإنفاق بحجة أن بيتهم يحتاج إلى المال، وهذا أمر طبيعي، ولكن يجب أن نتوكل على الله ونثق بأنه سيُعوضنا.


     3. هل يجب أن أدفع صدقة إذا كنت أدفع الزكاة؟

- الزكاة فريضة، والصدقة نافلة. إذا كنت تدفع الزكاة بشكل كامل وصحيح، فلا يجب عليك أن تدفع صدقة، ولكن الصدقة تزيد من حسناتك وتجبر نقصان الفرائض.

- النبي صلى الله عليه وسلم قال:  

"إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته، وليرح ذبيحته" (رواه مسلم).  

- الصدقة هي من الإحسان الذي يزيد من تقربك إلى الله.


     4. مقولة "اللي يحتاجه البيت يحرم على الجامع":

- هذه المقولة فيها شيء من الصحة، فبيتك أولى بالإنفاق، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:  

"ابدأ بمن تعول" (رواه البخاري ومسلم).  

- ولكن يجب أن نفرق بين الحاجات الأساسية والكماليات. إذا كان بيتك يحتاج إلى ضروريات مثل الطعام والشراب واللباس، فلا يجب أن تنفق على الآخرين قبل أن تكفي بيتك. أما إذا كانت الحاجات كمالية، فيمكنك أن تتصدق بما زاد عن حاجتك.


     5. أقل المطلوب لتصبح من المنفقين في سبيل الله:

أ. الإنفاق على الأهل:

- النبي صلى الله عليه وسلم قال:  

"وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة، حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك" (رواه البخاري ومسلم).  

- إذن، مجرد إنفاقك على زوجتك وأولادك يُعتبر صدقة.


ب. إخراج الزوائد من البيت:

- إذا كان لديك طعام زائد أو ملابس لا تستخدمها، يمكنك أن تتصدق بها. النبي صلى الله عليه وسلم قال:  

"طعام الواحد يكفي الاثنين، وطعام الاثنين يكفي الأربعة، وطعام الأربعة يكفي الثمانية" (رواه مسلم).  

- هذا يعني أنك يمكن أن تتصدق بجزء من طعامك دون أن يؤثر على احتياجاتك.


ج. الإنفاق على الأقربين:

- النبي صلى الله عليه وسلم قال:  

"الصدقة على المسكين صدقة، وعلى ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة" (رواه الترمذي).  

- الإنفاق على الأقارب له أجر مضاعف، لأنه يجمع بين الصدقة وصلة الرحم.


     6. كيف تدرب نفسك على الإنفاق في سبيل الله؟

أ. ابدأ بالقليل:

- لا تبدأ بمبالغ كبيرة، بل ابدأ بالقليل حتى تعتاد على الإنفاق. النبي صلى الله عليه وسلم قال:  

"أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل" (رواه البخاري ومسلم).


ب. ثق بوعد الله:

- الله تعالى وعد بالخلف والعوض، فقال:  

"وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين" (سبأ: 39).  

- كلما أنفقت، زادك الله من فضله.


ج. اجعل الإنفاق عادة:

- حاول أن تخصص جزءًا من دخلك للصدقة بشكل دوري، حتى تصبح عادة لديك.


     7. خاتمة وتوجيه:

أخي الكريم، الصدقة هي باب عظيم من أبواب الخير، وهي وسيلة لتطهير النفس وزيادة الرزق. لا تدع وساوس الشيطان تمنعك من هذا الخير العظيم. ابدأ بالقليل، وثق بوعد الله، وستجد أن الله يفتح لك أبوابًا لم تكن تتخيلها.

شارك المقال لتنفع به غيرك

chamille24

الكاتب chamille24

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات