قصة اكتشاف أعظم كنز

chamille24 يناير 08, 2025 أبريل 03, 2025
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A


     خواتيم سورة البقرة: فضائلها العظيمة وتأثيرها الرهيب

القرآن الكريم كله عظيم، فهو كلام الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ومع أن كل آيات القرآن لها مكانتها وقيمتها، إلا أن الله سبحانه وتعالى قد رفع من شأن بعض الآيات والسور، وجعل لها فضائل خاصة تميزها عن غيرها. ومن هذه الآيات المميزة خواتيم سورة البقرة، التي منحها الله عز وجل فضائل عظيمة وجعلها نورًا من تحت عرش الرحمن. هذه الآيات لها صفات خاصة وتحقّق نتائج لا تتحقق مع غيرها من آيات القرآن الكريم.


     أولًا: نزول خواتيم سورة البقرة من تحت العرش


من أعظم فضائل خواتيم سورة البقرة أنها نزلت من كتاب كتبه الله تعالى قبل خلق السماوات والأرض. فقد روى الترمذي والنسائي وأحمد والدارمي عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:  
"إن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، فأنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، فلا تقرآن في دار ثلاث ليالٍ فيقربها الشيطان."  

هذا الحديث يوضح أن هاتين الآيتين كُتبتا قبل بقية آيات القرآن، مما يدل على فضيلتهما الخاصة. ومن أهم فضائلهما أنهما تمنعان الشيطان من دخول البيوت التي تُقرأ فيها. فإذا قُرئت هاتان الآيتان في بيت لمدة ثلاث ليالٍ متتالية، فإن الشيطان لا يقترب من هذا البيت. وهذا فضل عظيم يدل على قوة تأثير هاتين الآيتين في حماية البيوت وأهلها من الشرور.


     ثانيًا: إعطاء خواتيم سورة البقرة للنبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج


من الأمور العجيبة التي تميز خواتيم سورة البقرة أن الله عز وجل أعطاها للنبي صلى الله عليه وسلم في السماء خلال رحلة المعراج. فقد روى مسلم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم أُعطي ثلاث أمور عند سدرة المنتهى:

1. الصلوات الخمس.  
2. خواتيم سورة البقرة.  
3. مغفرة لمن لم يشرك بالله من أمته شيئًا.  


هذا يدل على أن هاتين الآيتين لهما مكانة خاصة عند الله تعالى، حيث أُعطيتا للنبي صلى الله عليه وسلم في السماء، بينما نزل باقي القرآن عن طريق جبريل عليه السلام في الأرض. وهذا التمييز يزيد من عظمة هاتين الآيتين وفضلهما.


     ثالثًا: نزول خواتيم سورة البقرة في المدينة المنورة


قد يتساءل البعض عن كيفية نزول خواتيم سورة البقرة في المدينة المنورة بينما أُعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم في رحلة المعراج التي كانت في مكة المكرمة. وقد أجاب العلماء على هذا التساؤل بأن الله عز وجل أعطى النبي صلى الله عليه وسلم هاتين الآيتين في السماء، لكن نزولهما في المصحف وتطبيقهما بين المسلمين حدث بعد الهجرة إلى المدينة المنورة. وهذا الجمع بين الأمرين يوضح أن العطاء كان في السماء، بينما النزول في القرآن كان في الأرض.


     رابعًا: خواتيم سورة البقرة تميز الأمة الإسلامية


من فضائل خواتيم سورة البقرة أنها جعلت الأمة الإسلامية مميزة عن غيرها من الأمم. فقد روى النسائي وأحمد وابن حبان عن حذيفة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  
"فضلنا على الناس بثلاث: جُعلت الأرض كلها مسجدًا لنا، وجُعلت تربتها طهورًا، وأُعطينا خواتيم سورة البقرة من كنز تحت العرش."  

هذا الحديث يوضح أن خواتيم سورة البقرة هي منحة خاصة لهذه الأمة، لم تُعطَ لأي أمة سابقة. وهذا التفضيل يدل على عظمة هذه الآيات وقدرتها على تحقيق الخير والبركة لمن يقرؤها.


     خامسًا: تأثير خواتيم سورة البقرة في قيام الليل والوقاية من الشرور


من أعظم فضائل خواتيم سورة البقرة أنها تكفي قارئها من الشرور وتُجزئ عن قيام الليل. فقد روى البخاري ومسلم عن أبي مسعود البدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  
*"من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه."*  

هذه العبارة تحتمل معاني عديدة، منها:

1. تكفي قارئها عن قيام الليل، حيث تحقق له نفس الأجر.  
2. تكفيه من الشرور والآفات التي قد تصيبه.  
3. تكفيه من الشيطان ووساوسه.  
4. تكفيه من السيئات التي قد يرتكبها في يومه.  

هذا الفضل العظيم يجعل قراءة خواتيم سورة البقرة عبادة عظيمة ينبغي على كل مسلم أن يحافظ عليها، خاصة بعد صلاة العشاء.


     ختامًا: فضائل خواتيم سورة البقرة تجمع بين الدنيا والآخرة


خواتيم سورة البقرة ليست مجرد آيات تُقرأ، بل هي نور وحماية وبركة. فهي تمنع الشيطان من دخول البيوت، وتكفي قارئها من الشرور، وتُجزئ عن قيام الليل، وتمنح الأمة الإسلامية فضلًا خاصًا. لذلك، ينبغي على كل مسلم أن يحافظ على قراءتها يوميًا، خاصة في الليل، ليجني ثمارها العظيمة في الدنيا والآخرة.

شارك المقال لتنفع به غيرك

chamille24

الكاتب chamille24

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات