هذا ما أراده النبي ﷺ للكعبة ولم يفعله

chamille24 أبريل 03, 2025 أبريل 03, 2025
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

هذا ما أراده النبي ﷺ للكعبة ولم يفعله


ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لديه أمور يتمنى تحقيقها ولكن تركها لظروف معينة. هذا يعلمنا أن الصبر والحكمة هما مفتاح التعامل مع التحديات، خاصة عندما تكون المصلحة العامة هي الهدف الأسمى.


رسول الله صلى الله عليه وسلم والحكمة في ترك بعض الأمور


1. الرغبة في تغيير الكعبة وتركها لحكمة أعلى

عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة في السنة الثامنة للهجرة، كان لديه ثلاثة أمور يتمنى تغييرها في الكعبة:

1. إعادة بناء الكعبة على قواعد إبراهيم عليه السلام: الكعبة كانت مبنية على مساحة أقل من المساحة الأصلية التي بناها إبراهيم.

2. جعل باب الكعبة ملاصقاً للأرض: الباب الحالي مرتفع بحوالي مترين عن الأرض.

3. إضافة باب ثاني للكعبة: لتسهيل دخول وخروج الناس.


لكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفعل ذلك، رغم قدرته على التغيير، لأنه خشي أن يؤدي هذا التغيير إلى فتنة بين الناس الذين كانوا حديثي عهد بالإسلام. قال صلى الله عليه وسلم: "لولا حدثان قومك بالكفر لفعلت ذلك" (رواه البخاري).


2. الحكمة في التعامل مع الأمور تدريجياً

النبي صلى الله عليه وسلم علمنا أن التدرج في تطبيق الأمور أحياناً يكون أفضل من الإسراع، خاصة إذا كان الإسراع سيؤدي إلى ضرر أكبر. وهذا ما حدث مع عمر بن عبد العزيز رحمه الله عندما نصحه ابنه بالتغيير السريع، فرد عليه: "لا تعجل يا بني، فإن الله ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة". وهذا يعلمنا أن التأني ومراعاة ظروف الناس من الحكمة.


الدروس المستفادة من هذه المواقف


1. الموازنة بين المصلحة والضرر

- أحياناً نترك أمراً نراه مفيداً لتحقيق مصلحة أكبر أو لتجنب ضرر أعظم.

- النبي صلى الله عليه وسلم ترك تغيير الكعبة رغم رغبته في ذلك، لأنه رأى أن المصلحة في تركها أكبر من المصلحة في تغييرها.


2. أهمية الصبر والحكمة

- الصبر على تحقيق الأهداف الكبيرة هو سمة المؤمن الحكيم.

- التدرج في تطبيق الأمور قد يكون أكثر فاعلية من الإسراع.


3. التدبر في حكمة العبادات

- العبادات لها حكم عظيمة، حتى لو لم ندركها تماماً. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الحجر الأسود: "أما والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك".

- هذا يعلمنا أن ننفذ أوامر الله ورسوله حتى لو لم ندرك الحكمة الكاملة منها.


خاتمة: الحكمة والموازنة في حياتنا


نسأل الله أن يعلمنا الحكمة والصبر في حياتنا، وأن نتعلم من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم كيف نوازن بين المصالح والضرر، وكيف نتعامل مع التحديات بحكمة وروية.  

{رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا}.

شارك المقال لتنفع به غيرك

chamille24

الكاتب chamille24

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات