خطة بن جوريون لحصار الدول العربية تفسر ما يحدث الآن

chamille24 مارس 02, 2025 أبريل 03, 2025
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

خطة بن جوريون لحصار الدول العربية تفسر ما يحدث الآن


استراتيجية اليهود في حصار الدول العربية عبر "عقيدة شد الأطراف"


منذ تأسيس دولة إسرائيل في مايو 1948 على أرض فلسطين، أدرك اليهود أن كيانهم يواجه تحديات وجودية بسبب الحصار الجغرافي والسياسي من الدول العربية المحيطة. لمواجهة هذا التهديد، اعتمدت إسرائيل على استراتيجيات دبلوماسية وعسكرية معقدة، أبرزها "عقيدة شد الأطراف" أو "تحالف الأطراف"، والتي تهدف إلى إضعاف الدول العربية من خلال التحالفات مع دول غير عربية مجاورة.


السياق التاريخي: الحصار العربي لإسرائيل

1. الوضع الجغرافي: بعد تأسيس إسرائيل، وجدت نفسها محاصرة من قبل الدول العربية المجاورة مثل مصر، الأردن، سوريا، ولبنان. هذا الحصار شكل تهديدًا استراتيجيًا لوجودها.

2. التهديد الوجودي: إسرائيل كانت تعاني من عزلة تامة عن العالم بسبب الحصار العربي، مما دفعها للبحث عن حلول استراتيجية لكسر هذا الطوق.


عقيدة شد الأطراف: المفهوم والأهداف

1. تعريف العقيدة:  

   - صاغ هذه العقيدة بونجورين والياهو ساسون، أحد الخبراء الإسرائيليين البارزين في الشرق الأوسط.  

   - تقوم العقيدة على فكرة "عدو عدوي صديقي"، أي التحالف مع دول تكون أعداء للدول العربية.  

   - الهدف هو إحاطة الدول العربية بدول غير عربية متحالفة مع إسرائيل، مما يضعف النفوذ العربي ويخلق توترات إقليمية.


2. الدول المستهدفة:  

   - تركيا: كانت أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل في مارس 1949.  

   - إيران: اعترفت بإسرائيل في عام 1953، ودعمتها بالنفط خلال حرب 1967.  

   - إثيوبيا: بدأت العلاقات القنصلية مع إسرائيل في عام 1966، ودعمت إسرائيل الإمبراطور هيلا سيلاسي ضد محاولات الانقلاب.


تطبيقات العقيدة في العلاقات الدولية

1. العلاقات مع تركيا:  

   - كانت تركيا أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل في مارس 1949.  

   - في يناير 1950، أنشأت تركيا مفوضية في تل أبيب.  

   - في عام 1958، وقع بن جوريون اتفاقية مع رئيس الوزراء التركي عدنان مندريس لمقاومة التطرف.  

   - حتى اليوم، هناك تعاون عسكري كبير بين إسرائيل وتركيا.


2. العلاقات مع إيران:  

   - اعترفت إيران بإسرائيل في عام 1953.  

   - خلال حرب 1967، كانت إيران المورد الرئيسي للنفط لإسرائيل.  

   - بعد ثورة الخميني في 1979، تم قطع العلاقات ظاهريًا، لكن استمرت إسرائيل في تزويد إيران بالسلاح خلال حرب الخليج الأولى.


3. العلاقات مع إثيوبيا:  

   - بدأت العلاقات القنصلية في عام 1966.  

   - دعمت إسرائيل الإمبراطور هيلا سيلاسي ضد محاولات الانقلاب.  

   - في عام 1962، تم تبادل السفارات بين البلدين.  

   - في عام 1995، أنشأت إسرائيل قاعدة عسكرية في جزر دهلك الإريترية، والتي تطل على البحر الأحمر وباب المندب.


تأثير العقيدة على الدول العربية

1. إضعاف النفوذ العربي: من خلال التحالفات مع تركيا، إيران، وإثيوبيا، نجحت إسرائيل في خلق توترات إقليمية وإضعاف التضامن العربي.

2. دعم الأقليات: استغلت إسرائيل الأقليات في الدول العربية لإحداث قلاقل واضطرابات، مما زاد من عدم الاستقرار في المنطقة.

3. التوسع الاستراتيجي: من خلال القواعد العسكرية في إريتريا وجنوب السودان، عززت إسرائيل وجودها في مناطق استراتيجية تطل على البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية.


العلاقات مع جنوب السودان

1. الاعتراف المبكر: اعترفت إسرائيل بجنوب السودان فور استقلاله في عام 2011.  

2. التعاون الاستراتيجي: هدف إسرائيل من هذه العلاقات هو إضعاف السودان وتوسيع نفوذها في المنطقة.


الاستنتاج: مستقبل العقيدة وتأثيرها

1. استمرارية العقيدة: لا تزال إسرائيل تعتمد على "عقيدة شد الأطراف" لتعزيز وجودها الإقليمي وإضعاف الدول العربية.

2. **التحديات المستقبلية: مع تغير التحالفات الإقليمية، قد تواجه إسرائيل تحديات في الحفاظ على هذه الاستراتيجية.

3. دور الدول العربية: على الدول العربية تعزيز التضامن وتطوير استراتيجيات موحدة لمواجهة هذه التهديدات.


خاتمة

عقيدة شد الأطراف هي واحدة من أكثر الاستراتيجيات تعقيدًا التي اعتمدتها إسرائيل لضمان بقائها في بيئة معادية. من خلال التحالفات مع تركيا، إيران، وإثيوبيا، نجحت إسرائيل في إضعاف النفوذ العربي وخلق توترات إقليمية. ومع ذلك، فإن تعزيز التضامن العربي وتطوير استراتيجيات موحدة يمكن أن يكون المفتاح لمواجهة هذه التحديات.

شارك المقال لتنفع به غيرك

chamille24

الكاتب chamille24

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات