لن تصدق خطة ترامب لإعمار القطاع

chamille24 فبراير 09, 2025 أبريل 03, 2025
للقراءة
كلمة
0 تعليق
نبذة عن المقال:
-A A +A

لن تصدق خطة ترامب لإعمار القطاع


لن تنتهي عجائب ترامب، فهو ما برح يُري العالم جديدًا كل يوم. من العجيب أن تكون أمريكا وسيطًا بين فلسطين وإسرائيل في موضوع السلام، خاصةً أن أمريكا هي الداعم الرئيسي لإسرائيل في الحرب. لكن هكذا جرت الأمور: أمريكا وسيط، وترامب يتسلم ملف إعمار غزة.  


ترامب، الذي وصف نفسه بأنه قدم لليهود ما لم يقدمه أي رئيس أمريكي، صدق فيما يقول. فهو الذي اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة أمريكا من تل أبيب إلى القدس، واعترف بأن المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية وغزة جزء من إسرائيل، واعترف بهضبة الجولان كجزء من إسرائيل. كما عفا عن المستوطنين اليهود الذين اعتدوا على الفلسطينيين في الضفة الغربية، وقاد ملفات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وما زال يعد بمزيد من الخطوات.  


ترامب أرسل مبعوثه إلى الشرق الأوسط، إلى قطاع غزة، لرؤية الأوضاع. المبعوث هو ستيفن كوف، وهو مستثمر عقاري متخصص في البناء، وله عدة مشاريع مع دول عربية، ويعرف المنطقة جيدًا. قبل ذلك، صرح ترامب ببعض الأقوال أثناء الحملة الانتخابية وبعد فوزه، وأثناء حفل تنصيبه وبعده. من خلال أقوال ترامب وكوف، يمكننا تكوين رؤية عن طريقتهم في إعمار غزة أو إعادة بناء المباني المتضررة هناك.  


     خطتهم تشمل أربعة محاور رئيسية:  

المحور الأول: التهجير 

ترامب يتحدث عن "تطهير غزة" (Clean Out)، ويقصد بذلك إزالة الركام والدمار، لكنه يرى أن هذا لا يمكن تحقيقه مع وجود السكان. لذلك، يريد تهجير عدد كبير من سكان غزة، يقدرهم بمليون إلى مليون ونصف المليون (أكثر من 50% من سكان القطاع). يقترح ترامب تهجيرهم إلى مصر والأردن، لكنه واجه مقاومة شديدة من الحكومات والشعوب في الدولتين، وكذلك من معظم الدول العربية والفلسطينيين أنفسهم.  


في إحدى المرات، اقترح ترامب تهجير الفلسطينيين إلى ألبانيا، ربما لأنها دولة مسلمة في أوروبا، مما قد يغري الفلسطينيين بالعيش في أوروبا. لكن هذا الاقتراح يزيد من معاناة الضحايا، حيث يكافئ المجرمين ويزيد من آلام الفلسطينيين الذين فقدوا بيوتهم وأراضيهم.  


المحور الثاني: الإعمار

بعد التهجير، تبدأ عملية الإعمار. يتطلب إزالة الركام الموجود في غزة حوالي 5 أعوام وفقًا لتقديرات كوف، بينما تقول الأمم المتحدة إن العملية قد تستغرق 21 عامًا. بعد إزالة الركام، تبدأ عملية البناء التي قد تستغرق من 10 إلى 15 عامًا.  


كوف يقترح تبني النموذج الصيني في البناء، حيث يتم بناء عمارات شاهقة بارتفاع 50 طابقًا أو أكثر، لتستوعب الفلسطينيين المتبقين في غزة. لكن الهدف الخفي هو إعطاء كل فلسطيني شقة في مقابل التنازل عن حق العودة إلى الأراضي التي هُجروا منها عام 1948.  


المحور الثالث: السيطرة الاقتصادية

يقترح ترامب وكوف أن تدخل الشركات الإسرائيلية لبناء هذه المشاريع، حيث سيتم بناء فنادق خمس نجوم ومنتجعات سياحية على البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى شركات تجارية وتكنولوجية وأراضي زراعية. الفلسطينيون سيعملون في هذه المشاريع المملوكة لشركات إسرائيلية، وسيحصلون على شقق في العمارات الفخمة كجزء من الصفقة.  


المحور الرابع: تحويل الأنفاق إلى شبكة مترو

يقترح ترامب تحويل شبكة الأنفاق التي بناها الفلسطينيون في غزة إلى شبكة مترو تربط غزة بالدول العربية المجاورة مثل مصر والأردن والسعودية. لكن الهدف الحقيقي هو الحصول على خرائط هذه الأنفاق لتحويلها إلى شبكة مواصلات تحت السيطرة الإسرائيلية.  


هذه الخطة تبدو مضحكة من الناحية العملية، لكنها في الحقيقة خبيثة وتهدف إلى ضم غزة إلى الكيان الصهيوني بشكل تدريجي، مع تقديم بعض الإغراءات المالية والأمان الوهمي للسكان.  


الدمار الهائل الذي تعرضت له غزة (حيث دمرت 69% من مبانيها وفقًا للأمم المتحدة، و88% وفقًا للتقديرات الفلسطينية) أعطى لترامب وإسرائيل الفرصة لطرح هذه الأفكار. نسأل الله أن يحفظ أهل فلسطين ويحبط هذه المخططات، وأن يتمكن الفلسطينيون من البقاء في أرضهم والدفاع عن حقوقهم.

شارك المقال لتنفع به غيرك

chamille24

الكاتب chamille24

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

0 تعليقات