في سورة الرعد، يتحدث القرآن الكريم عن ظاهرة كونية عجيبة، وهي الرعد والبرق. هذه الظاهرة تحمل في طياتها إعجازاً علمياً يدعو للتأمل والتفكر في خلق الله تعالى.
البرق: تفريغ كهربائي عظيم
عندما تلتقي قطرات الماء داخل هذه السحب، تتولد شحنات كهربائية. بالإضافة إلى ذلك، فإن الغلاف الجوي للأرض مليء بالشحنات الكهربائية، وأشعة الشمس أيضاً تحمل شحنات كهربائية. عندما تلتقي شحنتان مختلفتان (موجب وسالب)، تحدث عملية التفريغ الكهربائي، وهي ما نراه على شكل برق.
الرعد: صوت التمدد والانكماش
أما الرعد، فهو الصوت الناتج عن تمدد الهواء بشكل مفاجئ بسبب الحرارة العالية الناتجة عن البرق. هذا التمدد والانكماش يولد موجات صوتية قوية نسميها الرعد.
إعجاز القرآن في وصف الرعد والبرق
يقول الله تعالى في سورة الرعد: "هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ" (الرعد: 12-13).
هذه الآيات تخبرنا بأن الرعد يسبح بحمد الله، وأن الملائكة تخشى الله وتسبحه. وهذا يدل على أن كل مخلوقات الله لها قدر من الإدراك والشعور، وليس الإنسان وحده. حتى النباتات والحيوانات تسبح الله بطريقتها الخاصة.
البرق: نعمة وعقاب
البرق قد يكون نعمة من نعم الله، حيث إنه أثناء عملية التفريغ الكهربائي، يتم أكسدة بعض الغازات في الجو، مثل غاز النيتروجين، الذي يتحول إلى سماد طبيعي ينزل مع المطر فيغذي الأرض. وفي الوقت نفسه، قد يكون البرق عقاباً إذا أصاب البشر أو الممتلكات، حيث إنه يسبب حرائق هائلة ويدمر كل ما يصيبه.
تسبيح الكون لله
يقول الله تعالى: "وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ" (الرعد: 15). حتى ظل الإنسان يتحرك مع حركة الشمس من الشرق إلى الغرب، وهو صورة من صور العبادة لله تعالى، سواء أدركها الإنسان أم لم يدركها.
العبرة من الظواهر الكونية
كل ظاهرة كونية هي آية من آيات الله تدعو الإنسان إلى التأمل والتفكر. المسلم مطالب بأن يسبح الله في كل حال، ويطلب منه الرحمة والمغفرة.
0 تعليقات